سورة يس - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


{وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} قال: أعميناهم وأضللناهم عن الهدي {فأنّى يبصرون} فكيف يهتدون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فاستبقوا الصراط} قال: الطريق {فأنّى يبصرون} وقد طمسنا على أعينهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولو نشاء لمسخناهم} قال: أهلكناهم {على مكانتهم} قال: في مساكنهم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {ولو نشاء لمسخناهم} يقول: لجعلناهم حجارة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ولو نشاء لطمسنا...}. قال: لو شاء الله لتركهم عمياً يترددون {ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم} قال: لو نشاء لجعلناهم كسحاً لا يقومون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون} قال: فلم يستطيعوا أن يتقدموا، ولا يتأخروا.


{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} قال: هو الهرم. يتغير سمعه، وبصره، وقوته، كما رأيت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} قال: نرده إلى أرذل العمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {ومن نعمره ننكسه} قال: ثمانين سنة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ومن نعمره} يقول: من نمد له في العمر {ننكسه في الخلق} {كيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً} [ الحج: 5] يعني الهرم.


{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وما علمناه الشعر} قال: محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} قال: محمد صلى الله عليه وسلم، عصمه الله من ذلك {إن هو إلا ذكر} قال: هذا القرآن {لينذر من كان حياً} قال: حي القلب، حي البصر {ويحق القول على الكافرين} باعمالهم أعمال السوء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: بلغني أنه قيل لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، يجعل أخره أوله، وأوله آخره، ويقول:
ويأتيك من لم تزوّد بالأخبار ***
فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ليس هكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني والله ما أنا بشاعر، ولا ينبغي لي».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراب الخبر تمثل ببيت طرفه:
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد ***
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار:
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد ***
وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم والمرزباني في معجم الشعراء عن الحسن رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت:
كفى الإِسلام والشيب للمرء ناهياً ***
فقال أبو بكر رضي الله عنه: أشهد أنك رسول الله، ما علمك الشعر وما ينبغي لك.
وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن مرداس: «أرأيت قولك: أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة».
فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أنت بشاعر، ولا راوية، ولا ينبغي لك. إنما قال: بين عيينة والأقرع.
وأخرج البيهقي في سننه بسند فيه من يجهل حاله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط إلا بيتاً واحداً:
يقال بما نهوى يكن فلقا *** يقال لشيء كان إلا يحقق
قالت عائشة رضي الله عنها: فقل تحققاً لئلا يعربه فيصير شعراً.
وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن ابن عمرو رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقاً، أو تعلقت تميمة، أو قلت الشعر من قبل نفسي».
وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {لينذر من كان حياً} قال: عاقلاً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن نوفل بن عقرب قال: سألت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9